إنّ الوقوف على حقيقة الشفاعة يتوقف على
بيان أقسامها ، وتفاسيرها فنقول : إنّ الشفاعة حسبما يستفاد من القرآن الكريم تطلق
على معان أو على أقسام ، وبعض هذه المعاني أو الأقسام وإن كان خارجاً عن الشفاعة
المصطلحة بين أئمّة علم الكلام والتفسير ، غير أنّ الوقوف على مفاد عامّة ما ورد
في القرآن الكريم حول الشفاعة يتوقف على توضيح جميع هذه المعاني أو الأقسام ،
فنقول : إنّ الشفاعة على معان أو على أقسام :
١. الشفاعة التكوينية.
٢. الشفاعة القيادية.
٣. الشفاعة المصطلحة.
وإليك شرح هذه الأقسام :
١. الشفاعة
التكوينية
تشهد النظرة العلمية والفلسفية بقيام
النظام الكوني على أساس سلسلة الأسباب والمسبّبات وارتباط كل ظاهرة من الظواهر
الكونية بعلّة وسبب ، وهذا أي كون العالم كعلّة خاصة من مجموعة العلل والمعاليل ،
مما أثبتته الأُصول