وأمّا ما استشهد به فيمكن أن يكون
للحفاظ على الحيوانات في منطقته إذ كان من العسير انتقال الحيوانات التي تعيش في
مناطق اُخرى إلى قومه ، والله سبحانه هو العالم.
هل كانت نبوّة الكليم عالمية ؟
إنّ تنقيح الموضوع يتوقّف على البحث في
مقامين :
الأوّل
: في عموم دعوته إلى التوحيد.
الثاني
: في عموم شريعته وشمول أحكامه.
ونعني من عموم دعوته في مسألة التوحيد
أنّه كان مبعوثاً إلى بني إسرائيل وغيرهم ، في دعوتهم جميعاً إلى توحيده سبحانه
وكسر كلّ صنم ووثن.
كما أنّه نعني من عموم شريعته شمول كلّ
ما جاء به موسى في التوراة من الفروع والأحكام لبني إسرائيل وغيرهم [١] وعموم دعوته إلى التوحيد لا يلازم عموم
شريعته ، دون العكس [٢]
ولأجل ذلك جعلنا البحث في مقامين ، فنقول :
المقام الأوّل : في عموم دعوته في أصل
التوحيد ورفض الأوثان والأصنام كلّها.
الظاهر من الآيات الواردة حول دعوة
الكليم ، أنّه كان مبعوثاً إلى خصوص بني إسرائيل مثل قوله سبحانه :