وقد بلغت بها الاُمّة الإسلامية في
العصور السالفة المزدهرة ، الذروة من المجد والعظمة ، فأصبحت ساسة البلاد وحكّام
العباد.
أو ليس الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم وهو قائل تلكم الكلم الدرية التالية ،
القاضية على كل نعرة طائفية ، والانتماء إلى فئة خاصة والاتجاه إلى نجاح شعب خاص ،
فكيف ترمى شريعته بالطائفية وانقاذ جماعة معينة دون غيرها ؟
١. قال صلىاللهعليهوآلهوسلم
: « أيّها الناس أنّ الله أذهب عنكم نخوة الجاهلية وتفاخرها ألا بآبائها أنّكم من
آدم وآدم من طين ، ألا أنّ خير عباد الله ، عبد إتقاه » [٢].
٢. « ألا أنّ العربية ليست بأب والد ،
ولكنّها لسان ناطق ، فمن قصر عمله لم يبلغ به حسبه » [٣].
٣. « انّ الناس من عهد آدم إلى يومنا
هذا ، مثل أسنان المشط ، لا فضل لعربي على عجمي ، ولا لأحمر على أسود إلاّ بالتقوى
» [٤].
٤. « إنّما الناس رجلان : مؤمن تقي ،
كريم على الله; وفاجر شقي ، هيّن على الله » [٥].
وللدكتور حسن إبراهيم حسن هنا كلمة
قيّمة ، يقول :
« ينكر بعض المؤرخين أنّ الإسلام قد قصد
به مؤسسه في بادئ الأمر أن يكون ديناً عالمياً برغم هذه الآيات البيّنات ومن بينهم
« وليم ميور » إذ يقول :
« إنّ فكرة عموم الرسالة جاءت فيما بعد
، وأنّ هذه الفكرة على الرغم من كثرة الآيات والأحاديث التي تؤيدها ، لم يفكر فيها
محمد نفسه ، وعلى فرض أنّه فكّر فيها ،
[١] كل ذلك دليل على
عالمية تشريعه ، وسعة نطاق رسالته ، ويجد الباحث في الذكر الحكيم والأحاديث
الإسلامية دلائل واضحة على كل واحدة من هذه الوحدات ، فلا نقوم بذكرها لئلاّ يطول
بنا المقام وقد بحثنا عنها في الجزء الثاني.
(٢ و ٣ و ٤ و ٥)
راجع للوقوف على مصادر هذه الكلمات : روضة الكافي ، ص ٢٤٨ ، سيرة ابن هشام ج ٢ ، ص
٤١٢ ، بحار الأنوار ، ج ٢١ ، ص ١٠٥ ، والشرح الحديدي ، ج ١٧ ، ص ٢٨١ ، وقد أوردنا
شطراً آخر من هذه الأحاديث في الجزء الثاني.