نوع الجنس ، أي أنّ
الجنس ذكراً كان أم اُنثى يرجع في جوهره إلى الرجل لا إلى المرأة وإذا عرفنا أنّ
عدد الحيوانات المنوية الذكرية في كل نطفة يربو على ٠٠٠/٠٠٠/٢٠٠ حي ذكري عرفنا بعد
ذلك أنّ تحديد نوع المولود يرجع في جوهره إلى الصدفة أو الاحتمالات التي يعجز
العلم عن التنبّؤ بها.
نظرنا في الموضوع :
إلى هنا جرينا على مسلك المفسّرين في
تفسير الآية ودفعنا عنهم ما اُشكل عليهم وقد أرسلوه إرسال المسلّمات وأيّدوها
بروايات سوف نوضّح حالها ، ومدى صحتها ، غير أنّ هنا احتمالاً آخر ، ربّما يكون
أقرب إلى ظاهر الآية ممّا ذكروه ودونك بيانه :
انّ لسان الآية في بيان علمه سبحانه
بهذه الأشياء الخمسة ، ليس على نسق واحد بل على وجوه ثلاثة :
١. لسان الحصر : وهذا يختص بالعلم بوقت
الساعة من الاُمور الخمسة ، فتراه يقول : (وَعِندَهُ
عِلْمُ السَّاعَةِ) بتقديم الظرف على المبتدأ وهو يفيد
الحصر ولا تجد هذا السياق من الكلام في الأربعة الباقية ، ولأجل ذلك تراه غير
أسلوب الكلام عندما أراد أن يبيّن تعلّق علمه بغير الساعة وقال : (وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي
الأَرْحَامِ وَ ... ).
وعلى هذا لا بأس بما ذكروه في هذا القسم
، فإنّ ظاهر الآية يشير إلى أنّ العلم بوقت الساعة مختص به سبحانه لا يعدو غيره.
وتؤيّده آيات اُخر ، وردت في هذا
المضمار قال سبحانه : (يَسْأَلُونَكَ
عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي لا
يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلاَّ هُوَ) ( الأعراف ـ
١٨٧ ) وقال : (يَسْأَلُكَ
النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللهِ) ( الأحزاب ـ
٦٣ ) وقال تعالى : (إِلَيْهِ
يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ وَمَا تَخْرُجُ مِن ثَمَرَاتٍ مِّنْ أَكْمَامِهَا وَمَا
تَحْمِلُ مِنْ أُنثَىٰ وَلا تَضَعُ إِلاَّ بِعِلْمِهِ) ( فصلت : ٤٧
) ترى أنّه سبحانه في هذه الآية الأخيرة عندما أنهى غرضه عن