والبرائة منّي ،
أمّا السب فسبّوني فإنّه لي زكاة ولكم نجاة ، وأمّا البراءة فلا تتبرّأوا منّي
فإنّي ولدت على الفطرة وسبقت إلى الإيمان والهجرة » [١].
قال الشارح الحديدي : وكثيراً من الناس
يذهب إلى أنّه عليهالسلام
عنى زياداً وكثير منهم يقول : أنّه عنى الحجاج وقال قوم : أنّه عنى المغيرة بن
شعبة ، والأشبه عندي : معاوية لأنّه كان موصوفاً بالنهم وكثرة الأكل وكان بطيناً
يقعد بطنه إذا جلس على فخذيه ـ إلى أن قال ـ : وتظافرت الأخبار بأنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم دعى على معاوية لما بعث إليه يستدعيه
فوجده يأكل ثم بعث فوجده يأكل فقال اللّهمّ لا تشبع بطنه وقال الشاعر :
٧. ما يومى إلى سلطة الحجاج : لو تعلمون ما أعلم مما طوي عنكم غيبه
، إذاً لخرجتم إلى الصعدات تبكون على أعمالكم ، وتندمون على أنفسكم ـ إلى أن قال :
ـ أما والله ليسلّطنّ عليكم غلام ثقيف الذيال الميال ، يأكل خضركم ويذيب شحمتكم
إيه أبا وذحة [٣].
٨. تنبّأ بما ستلقى الاُمّة من مروان
وولده بقوله ـ لما اُخذ مروان أسيراً يوم الجمل ـ : « أما أنّ له امرة كلعقة الكلب
أنفه [٤] ، وهو أبو
الأكبش الأربعة وستلقي الاُمّة منه ومن ولده يوماً أحمر » [٥] وفسّروا الأكبش الأربعة بولد عبد الملك
بن مروان وهم الوليد وسليمان ويزيد وهشام الذين سوّدوا تاريخ الخلافة بل تاريخ
الانسانية بجناياتهم الموبقة
[٣] نهج البلاغة
الخطبة ١١٢ : الوذح ما يتعلق بذنب الشاة من البعار فيجف ، والمراد هنا الخنفساء
وقد لسعت يد الحجاج فورمت يده وأخذته حمى من اللسعة فأهلكته ، ولا يخفى أنّ في هذا
الكلام القصير تنبّؤات.
[٤] تصوير عن قصر
مدتها ، وكانت تسعة أشهر ، وهذا تنبّؤ آخر.