تدل الآيات على أنّ يعقوب عليهالسلام فسر رؤيا ولده يوسف ، مخبراً عن حقيقة
مستورة من خلال تلكم الرؤيا وكانت تلك الحقيقة وصول ولده يوسف إلى المقام الشامخ
في الدنيا ، والاطلاع على الواقع من خلال الرؤيا وهو لون من الاطّلاع على الغيب ،
خص تعالى بعض عباده بهذا الفضل.
لمّا طلب اخوة يوسف من أبيهم يعقوب أن
يرسل يوسف حتى يرتع ويلعب معهم ، أجابهم يعقوب بقوله : (إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَن تَذْهَبُوا بِهِ
وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ) ( يوسف ـ ١٣
) ، أفليس قوله : (وَأَخَافُ
أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ) تنبّؤً بفكرتهم الشيطانية في حق يوسف
كيف وقد حكاه سبحانه عنهم بقوله : (يَا
أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا
فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ) ( يوسف ـ ١٧ ).
ثمّ أنّ يعقوب لمّا سمع تقولهم في حق
أخيهم عاد يكذّبهم بقوله : (بَلْ
سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ) ( يوسف ـ ١٨
) قائلاً : بأنّ يوسف حي يرزق ولم يأكله الذئب أوليس هذا إخباراً عن ما وراء الحس ؟
ولا غرو في ذلك فإنّ الله يصف نبيه
يعقوب بقوله : (وَإِنَّهُ
لَذُو عِلْمٍ لِّمَا عَلَّمْنَاهُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا
يَعْلَمُونَ) ( يوسف ـ ٦٨ ).
ولأجل تلك المكانة لما أخبر الاخوة بأنّ
ابنه ( أخا يوسف ) سرق ، كذّبهم أو كذّب