أي وليس بصاحب نبل ، ولا صلة ونسبة بينه
وبين النبل أبداً.
وقد ورد توصيفه سبحانه بهذا اللفظ في
الذكر الحكيم أربع مرات [١]
ووزان هذا القسم من الآيات ، وزان قوله سبحانه : (عَالِمُ
الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَهُوَ الحَكِيمُ الخَبِيرُ) ( الأنعام ـ
٧٣ ) وقوله : (ثُمَّ
تُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ) ( التوبة ـ ٩٤
) وقوله : (وَسَتُرَدُّونَ
إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ
تَعْمَلُونَ) ( التوبة ـ ١٠٥ ) إلى غير ذلك مما يبلغ
توصيفه في الذكر بهذا النحو عشر مرات [٢]
، فإنّ الظاهر من هذا التوصيف بهذه الكثرة هو اختصاصه سبحانه بالعلم بالغيب
والشهادة ، على نحو لا يشاركه غيره.
٣. سلب العلم بالغيب عن غيره :
هذا القسم من الآيات يدل بالملازمة
العرفية على اختصاصه به سبحانه ، مثل قوله سبحانه : (وَلَوْ
كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ
إِنْ أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) ( الأعراف ـ
١٨٨ ) ، (وَلا أَقُولُ لَكُمْ
عِندِي خَزَائِنُ اللهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ) ( هود ـ ٣١
) [٣].
ومن هذه الوجوه الثلاثة يستفاد اختصاص
العلم بالغيب به سبحانه وأنّه لا يشاركه فيه غيره ، غير أنّ اختصاصه به سبحانه على
الوجه اللائق بساحته لا ينافي إمكان إطلاع الغير على الغيب باذن منه سبحانه.