لقد ورد لفظ الغيب في الذكر الحكيم ، مع
بعض مشتقاته أربعاً وخمسين مرة ، وقد عرفت بما أسلفناه ما هو المراد من الغيب ،
غير أنّا نريد في المقام أن نتحدث عن ناحية اُخرى لها تعلّق به ، وهي أنّه هل
الغيب مختص بالله سبحانه لا يعدو غيره أو غير مختص به ويتصف به سواه ؟!
والقول الفصل في المقام هو أنّ العلم
بالغيب على ضربين :
أحدهما
: ما هو مختص بالله سبحانه لا يشاركه فيه
غيره ، ولا يتجاوز إلى سواه ، وأنّ ما جاء في الذكر الحكيم من الاشارة إلى علم
الغيب ، لا يراد منه إلاّ هذا ، فقوله سبحانه : (قُل لاَّ
يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلاَّ اللهُ) ( النمل ـ ٦٥
) لا يراد منه إلاّ هذا المعنى المختص به تعالى كسائر أوصافه ونعوته.
ثانيهما
: ما يتصف به غيره سبحانه من ملائكته
ورسله ومن يظهره على غيبه ، وهذا لا يصح اطلاقه على الله سبحانه ، وهذا الانقسام
كما يجري في علم الغيب كذلك