فإنّ الآيات تعرب عن افساد الطائفة
المذكورة في الأرض مرتين وانتقام الله سبحانه منها بعد كل فساد تقوم به ، ويدل على
الفساد الأوّل قوله سبحانه : (فَإِذَا
جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا) وعلى الفساد الثاني قوله عزّ وجلّ : (فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ).
أمّا الانتقام الأول فيدل عليه قوله
سبحانه : (بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ
عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلالَ الدِّيَارِ).
أمّا الانتقام الثاني فيدل عليه قوله
تعالى : (لِيَسُوءُوا
وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا المَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ
وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا)[١].
ثمّ إنّ المفسرين مالوا يميناً وشمالاً
في تفسير هذه الآيات ولم يأتوا بأمر مقنع تطمئن إليه النفس ودونك بعض ما ذكروه من
الوجوه :
١. المراد من الفساد الأوّل قتل يحيى بن
زكريا ، ومن الانتقام غلبة بخت نصر مع
[١] الضمائر كلّها
ترجع إلى « عباد اُولي بأس شديد » المحاربين لليهود.