١. الإخبار عن القحط الذي يقع بهم ،
وشدة الجوع الذي يغشاهم ، إلى حد يتصوّر الرجل السماء كالدخان ، لما به من شدة
الجوع ، حيث قال سبحانه : (فَارْتَقِبْ
يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ ).
٢. الإخبار بابتهالهم وتضرّعهم إلى الله
سبحانه ، عندما تلم بهم هذه الأزمة ، ويحل بهم الجوع والغلاء ، قال سبحانه : (رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا
مُؤْمِنُونَ).
٤. الإخبار بعودهم إلى ما كانوا عليه من
الكفر والإنكار ، قال سبحانه : (إِنَّكُمْ
عَائِدُونَ).
٥. الإخبار بأنّ الله سينتقم منهم يوم
البطشة الكبرى ، وهو يوم بدر الكبرى حيث انتقم منهم وقتل من صناديد قريش ، سبعون
رجلاً وأسر منهم مثله وفرّ الآخرون.
وهذه الكثرة الوافرة من الأنباء الغيبية
لم تتخلّف واحدة منها ، بل تحققت كما أخبر بها ، ولو لم يتحقق لنقل لتوفر الدواعي
على نقله وتواتره.
نعم قيل إنّ الدخان الوارد في الآية من
أشراط الساعة [١]
، وهو بعد لم يأت وإنّما يأتي قبل يوم الساعة ، وتكون الأرض كلّها كبيت أوقد فيه
ليس فيه خصاص ، ويستمر ذلك أربعين يوماً. ولا يخفى أنّ المعنى الأوّل أظهر وأنسب
لقوله سبحانه : (أَنَّىٰ لَهُمُ