إلى « خيبر » ويأخذ
من أهلها مغانم ، وأنّ هؤلاء المتخلّفين يطلبون من النبي أن يتبعوه حتى يشاركوا
المسلمين في ما يأخدون من المغانم ، وأنّ النبي يجيبهم بأنّكم : (لَّن تَتَّبِعُونَا كَذَٰلِكُمْ قَالَ
اللهُ مِن قَبْلُ) ولأجل ذلك خص النبي مغانم « خيبر » لمن
شهد الحديبية.
ويظهر من قوله سبحانه : (كَذَٰلِكُمْ قَالَ اللهُ) أنّ الله سبحانه
كان قد أخبر نبيّه عن تخلفهم في الحديبية ، أيضاً كما أخبره عن تخلّفهم في غزوة
خيبر.
ونظير ما سبق قوله سبحانه : (قُل لِّلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الأَعْرَابِ
سَتُدْعَوْنَ إِلَىٰ قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ
يُسْلِمُونَ فَإِن تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللهُ أَجْرًا حَسَنًا وَإِن تَتَوَلَّوْا
كَمَا تَوَلَّيْتُم مِّن قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا) ( الفتح ـ ١٦
).
فأخبر المتخلّفين عن غزوة الحديبية
بأنّهم سيدعون إلى معركة عنيفة تدور بينهم وبين قوم اُولي بأس شديد ، فدعاهم النبي
بعد سنتين إلى المقاتلة مع قبائل هوازن وحنين وثقيف ، وكانوا أقواماً ذوي نجدة
وشدة حسب ما نقرأه في السير والتاريخ ، ثم أخبر سبحانه عن أنّهم يأخذون مغانم
كثيرة بقوله : (وَمَغَانِمَ
كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا وَكَانَ اللهُ عَزِيزًا حَكِيمًا
* وَعَدَكُمُ
اللهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ هَٰذِهِ وَكَفَّ
أَيْدِيَ النَّاسِ عَنكُمْ وَلِتَكُونَ آيَةً لِّلْمُؤْمِنِينَ وَيَهْدِيَكُمْ
صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا) ( الفتح : ١٩ ـ ٢٠ ).
فقد أخذوا بعد غنائم خيبر التي أشار إليها
بقوله : (فَعَجَّلَ لَكُمْ
هَٰذِهِ) غنائم كثيرة في محاربة قبائل حنين
وهوازن.
ثمّ إنّه أخبر عمّا أضمره المنافقون
وأسرّوه من الكفر والعصيان وأنهم ليعدون وعداً ثم يخالفونه قال سبحانه :