والناس لا يحصون
عليهم أقوالهم ، ولا يبحثون عن حيلهم وتلبيساتهم ، وإنّما يذكرون بعض ذلك إذا
اقتضته الحال ، كتشنيع أبي تمام على المنجمين في زعمهم أنّ عمورية لا تفتح إلاّ
عند نضج التين والعنب في قصيدته المعروفة التي مطلعها :
السيف أصدق أنباء من الكتب
في حده الحد بين الجد واللعب
إلى أن يقول :
سبعون ألفاً كآساد الشرى نضجت
جلودهم قبل نضج التين والعنب
على أنّ دأب المنجمين هو أن يعبّروا
عمّا يتوقعون من أحداث المستقبل بآرائهم وبقرائن الأحوال وأخبار الصحف الدورية ،
برموز وكنايات واشارات يفسرون بها الوقائع بأهوائهم ، وأمّا ما يعرفه الفلكيون
بالحساب كالخسوف والكسوف ومطالع الكواكب ومغاربها فليس من التنجيم المحرم ولا من
علم الغيب في شيء [١].