أجل يمكن القول بأنّ العلاّمة المجلسي
هو أوّل من استعمل إجمالاً هذه الطريقة ( التفسير حسب الموضوع ) ، فإنّه في كتابه
« بحار الأنوار » جمع الآيات المربوطة بكل موضوع في أوّل الأبواب ، وفسّرها
تفسيراً سريعاً بلا استنتاج منه. وهذه الخطوة القصيرة خطوة جليلة في عالم التفسير
نأسف على أنّ المفسرين بعده لم يسيروا على ضوئها ، ولا يمكن تفسير القرآن بالقرآن
، والاستفادة الكاملة منه وتلقّي مفاهيمه العالية الصحيحة إلاّ بالمنهج المذكور.
أوّليات الطريقة الموضوعية في التفسير
لا شك أنّ الطريقة الموضوعية فى التفسير
التي نتحدث عنها في هذا المجال طريقة ، لم ينهجها علماء التفسير حتى الآن ، كما
قلناه وعليه نعتقد أنّ فيها كثيراً من الصعوبات التي تعترض سيرها ، فإنّ تنظيم
الآيات وتقسيمها حسب الموضوعات أمر لا يتم بعمل فردي ، بل لابد من لجنة تتولّى هذا
العمل ، ويجب أن يكون أعضاء اللجنة اُناساً علماء لهم الخبرة الطويلة ، والاختصاص
في الفروع العلمية المختلفة. وممارسة طويلة في الآيات القرآنية وفهم معانيها
واستنباط مقاصدها ودرك مفاهيمها العالية.
ونقترح أن تتبع هذه اللجنة الإرشادات
التالية :
١. تقرأ الآيات واحدة واحدة بدقة وإمعان
لافرازها موضوعياً ، ثم يهيّأ فهرس دقيق للموضوعات الواردة في القرآن والمبحوث
عنها في آياتها ليعلم بصورة مؤكدة عدد ما جاء فيها من المباحث المختلفة ، وما ورد
في كل واحد منها ، من الآيات.
٢. تهيّأ بطاقات خاصة بكل موضوع ، لتكتب
فيها آياته. والأحسن في هذا أن تصور هذه البطاقات في عدة نسخ ، لتوضع في متناول
أيدي الباحثين والمحقّقين ليقرأوها ثم يبدوا ملاحظاتهم وانتقاداتهم ، وبعد
المداولة في شأنها من قبل العلماء ، تطبع بصورة نشرات حسب الحروف الهجائية وتوزّع
في إطار واسع ليطّلع عليها المعنيون في