٥. أخرج الكليني في كتاب الحجة باسناده
عن الحسن بن العباس الحريش عن أبي جعفر الثاني عليهالسلام
عن أبي عبد الله قال :
كان علي عليهالسلام
كثيراً ما يقول : ما اجتمع التيمي والعدوي عند رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وهو يقرأ : (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ) بتخشّع
وبكاء فيقولان : ما أشد رقّتك لهذه السورة ؟ فيقول رسول الله لما رأت عيني ووعى
قلبي ، ولما يرى قلب هذا من بعدي فيقولان : وما الذي رأيت وما الذي يرى ؟ قال :
فيكتب لهما في التراب : (تَنَزَّلُ
المَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ) قال : ثمّ
يقول : هل بقى شيء بعد قوله عزّ وجلّ : (كُلِّ
أَمْرٍ)
فيقولان : لا ، فيقول : هل تعلمان من المنزل إليه بذلك ؟ فيقولان : أنت يا رسول
الله ، فيقول : نعم ، فيقول : هل تكون ليلة القدر من بعدي ؟ فيقولان : نعم ، قال :
فيقول : فهل ينزل ذلك الأمر فيها ؟ فيقولان : نعم ، قال : فيقول : إلى من ؟
فيقولان : لا ندري ، فيأخذ برأسي ويقول : إن لم تدريا فادريا هو هذا من بعدي ، قال
: فإن كانا ليعرفان تلك الليلة بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
من شدة ما يداخلهما من الرعب [١].
وجه الدلالة : أنّ قوله عليهالسلام : « فيكتب لهما في التراب » بصيغة
المعلوم دال على أنّ النبي كان يكتب هذه الآيات في التراب.
ويؤسفنا أنّ الحديث ضعيف للغاية.
لأجل الحسن بن العباس بن الحريش ، قال
النجاشي : « أبو علي روى عن أبي جعفر الثاني ضعيف جداً له كتاب « إنّا أنزلناه في
ليلة القدر » وهو كتاب ردئ الحديث ، مضطرب الألفاظ [٢].
وقال الغضائري : « أبو محمد ضعيف جداً
يروي عن أبي جعفر الثاني فضل « إنّا أنزلناه في ليلة القدر » وله كتاب مصنف فاسد
الألفاظ ، تشهد مخائله على أنّه موضوع وهذا الرجل لا يلتفت إليه ولا يكتب من حديثه
».
[١] الكافي كتاب
الحجة باب « إنّا أنزلناه في ليلة القدر » وتفسيرها ص ٢٤٩ طبع مكتبة الصدوق.