يا هشام : ثم وعظ أهل العقل ورغّبهم في
الآخرة فقال : (وَمَا
الحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ
لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلا تَعْقِلُونَ) ( الأنعام ـ
٣٢ ).
يا هشام : إنّ العقل مع العلم فقال : (وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ
وَمَا يَعْقِلُهَا إِلاَّ الْعَالِمُونَ) ( العنكبوت ـ
٤٣ ).
ثم ذم الذين لا يعقلون فقال : (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ
اللهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ
آبَاؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلا يَهْتَدُونَ) ( البقرة ـ ١٧٠
).
يا هشام ثم ذكر اُولي الألباب بأحسن
الذكر وحلالهم بأحسن الحلية فقال : (يُؤْتِي
الحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا
وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُولُوا الأَلْبَابِ) ( البقرة ـ ٢٦٩
).
يا هشام : إنّ الله تعالى يقول في كتابه
: (إِنَّ فِي
ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ) يعني : عقل.
وقال (وَلَقَدْ
آتَيْنَا لُقْمَانَ الحِكْمَةَ) ( لقمان ـ ١٢
) قال : الفهم والعقل.
يا هشام : ما بعث الله أنبياءه ورسله
إلى عباده إلاّ ليعقلوا عن الله فأحسنهم استجابة أحسنهم معرفة وأعلمهم بأمر الله أحسنهم
عقلاً ، وأكملهم عقلاً أرفعهم درجة في الدنيا والآخرة.
يا هشام : إنّ لله على الناس حجّتين :
حجة ظاهرة وحجة باطنة فأمّا الظاهرة فالرسل والأنبياء والأئمّة وأمّا الباطنة
فالعقول [١].
وقال الصادق : حجة الله على العباد ،
النبي ، والحجة في ما بين العباد وبين الله ،
[١] الكافي ج ١ ص ١٣
ـ ١٦ ولم ننقله بطوله وإنّما اقتبسنا مقتطفات منه.