ولأجل أن يقف القارئ الكريم على موقف
الإسلام فيما يرجع إلى التطور الزمني نتوقف في المقام قليلاً ونقول :
الإسلام والتطوّر الزمني :
لا نجد بين الشرائع السماوية شريعة قد
تدخلت في جميع شؤون الناس كالإسلام ، حيث لم يكتف في مقرراته وتعاليمه على تعريف
الناس بالأذكار والأوراد التي تربطهم بالخالق أو على ابداء النصائح الأخلاقية لهم
فحسب ، بل أنّه بين كافة ما يهم المجتمع من حقوق ووظائف فردية واجتماعية ، ووضع
الخطوط العريضة لكل قضايا الانسان في هذه الحياة ، وقد اعترف بهذه الحقيقة كثير من
المفكرين والكتاب غير المسلمين الذين كتبوا عن الإسلام ووصفوا قوانين الإسلام
بأنّها أرقى القوانين التي تعالج قضايا الانسان ، وذلك حيث أنّها تمتلك مادة حيويه
ومرونة تخوّلها أن تعيش خالدة لكل الظروف.
ومن ذلك ما قاله المفكر الانجليزي (
برناردشو ) : أنا أحترم دين محمد لأنّه دين حر ولأنّه الدين الوحيد الذي يقبل
الانطباق مع الصور المختلفة في الحياة ، وأضاف يقول : وأنا أتنبّأ بأنّ دين
الإسلام سوف تعتنقه اُوربا.
وقال الدكتور شبلي شميل ، الكاتب المادي
المعروف في مقال له تحت عنوان « القرآن والاعمار » نشره في الجزء الثاني من كتابه
( فلسفة النشوء والارتقاء ) الذي قرر فيه فرضية « دارون » مع شرح « بخنر »
الالماني لها ، وردّ فيه على بعض الغربيين الذين زعموا أنّ الإسلام هو سبب تأخّر
المسلمين قال : إنّ انحراف المسلمين عن تعاليم دينهم هو سبب انحطاطهم ، وأنّ الذين
يزعمون بأنّ الإسلام هو المسؤول عن تأخر المسلمين وانحطاطهم أمّا جاهلون بحقيقة
الإسلام ، أو أنّهم يريدون بهذا أن يمهّدوا الطريق لاستعمار الغرب للشرق الإسلامي.
ولأجل ذلك نواجه اليوم كثيراً من الشباب
يتساءل عن مدى انطباق قوانين