« لماذا حرم الخلف من الاُمم ، من المكاشفة
الغيبية ، والاتصال بالملأ الأعلى ، واستطلاع ما هنالك من معارف وحقائق » ؟
يقول السائل : إنّ النبوّة منصب معنوي
ورقي روحي ، تقدر معه النفس على الاتصال بالملأ الأعلى ، والاطلاع على ما هنالك من
معارف عقلية ، والتحدث مع الوحي الالهي ، إلى غير ذلك من الفيوضات المعنوية ، ولكن
هذا الباب قد اُوصد بعد إكمال الشريعة الإسلامية وختم النبوّة.
هب أنّ الشريعة الإسلامية ، هي أكمل
الشرائع ، وأنّ الخلف من الاُمم قادر على حفظ تراثه الديني ، ولأجل ذلك اُوصد باب
النبوّة التشريعية والتبليغية ولكن لماذا انقطعت الفتوحات الباطنية والمحادثة مع
ملائكته سبحانه ، أو القاء الحقائق في روع الانسان ، إلى غير ذلك من الفيوضات
السماوية ، فهذه الاُمور كلّها من لوازم النبوّة ، فلا يعقل انفتاحها مع إيصاد
بابها ...
ثم إنّه لماذا كان باب هذا الفيض
مفتوحاً في وجه الاُمم السالفة ، وحرم منها الخلف الصالح بعد النبي ؟ هل كانت
الاُمم السالفة اُولى وأجدر بهذه النعمة ؟ وهل الاُمّة المتأخرة عنهم أقل جدارة
بها واستحقاقاً لها ؟!