وإلى ذلك يشير قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : أني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وأهل
بيتي وأنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض [١]
، وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : أني أوشك
أن اُدعى فاُجيب وأني تارك فيكن الثقلين كتاب الله عزّ وجلّ وعترتي ، كتاب الله حبل
ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ، وأنّ اللطيف الخبير أخبرني أنّهما لن
يفترقا حتى يردا عليّ الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما [٢].
وهذا هو الإمام الصادق عليهالسلام يعرف الإمام ومكانته العظيمة بقوله :
أنّ الأرض لا تخلو وفيها إمام ، كيما إن زاد المؤمنون شيئاً ردهم وإن نقصوا شيئاً
أتمّه لهم [٣].
وأبلغ تعبير عن حقيقة الإمامة عند
الشيعة ما روي عن الإمام الطاهر علي بن موسى الرضا في حديث طويل وفيها : أنّ
الإمامة منزلة الأنبياء وأرث الأوصياء أنّ الإمامة خلافة الله وخلافة الرسول ،
الإمامة زمام الدين ونظام المسلمين وصلاح الدنيا وعز المؤمنين ، أنّ الإمامة أساس
الإسلام النامي وفرعه السامي.
الإمام يحل حلال الله ويحرم حرام الله ،
ويقيم حدود الله ويذب عن دين الله ويدعو إلى سبيل ربّه بالحكمة والموعظة الحسنة
والحجة البالغة [٤].
[١] أخرجه الحاكم في
مستدركه ج ٣ ص ١٤٨ ، وقال هذا حديث صحيح الاسناد على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
[٢] مسند أحمد ج ٣ ص
١٧ و ٢٦ وللحديث صور كثيرة كلها تنص على وجوب التمسك بأهل بيته وعترته صلىاللهعليهوآلهوسلم وطرقها عن بضع وعشرين صحابياً متضافرة
، وقد صدع بها رسول الله في مواقف له شتى : يوم غدير خم ، يوم عرفة في حجة الوداع
، بعد انصرافه من الطائف ، على منبره في المدينة ، وفي حجرته في اُخريات أيامه.
وقد أنهى إسناده العلاّمة
الجليل ، السيد مير حامد حسين في بعض أجزاء كتابه الكبير « العبقات » وطبع في ستة
أجزاء بإيران وفاح أريجه بين لابتي العالم وقد اغرق نزعاً في التحقيق ، ولم يبق في
القوس منزعاً ، وقد أغنانا كتابه عن الافاضة والبحث.