وبعد ذلك ختم القصة مع ما استنتج منها
لابناء آدم من عظات وعبر.
وأنت إذا احطت خبراً بهذه الآيات ،
صدرها وذيلها وهدفها ومرماها ، لوقفت على أنّ الخطاب الأخير الحاكي عن بعث الرسل
إلى بني آدم ليس انشاء خطاب في عهد الرسالة حتى ينافي صريح قوله الآخر : (وَلَٰكِن رَّسُولَ اللهِ وَخَاتَمَ
النَّبِيِّينَ) بل هي حكاية لاحدى الخطابات التي
ألقاها الله في بدء الخلقة ، عندما أخرج الشيطان أبانا من الجنة وأهبطه إلى الأرض
، وتعلقت مشيئته سبحانه بأن يستقر هو وأبناؤه في الأرض إلى حين ، فخاطب سبحانه
أبناء آدم بلسان النصح وقال : (يَا بَنِي
آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي
... ) فصدّق الخبر
الخبر وجاءت الرسل تترى ، مبشّرين ومنذرين ، تالين على بني آدم آيات الله.
وممّا يؤيد ما ذكرنا ( أنّ قوله سبحانه
: (يَا بَنِي آدَمَ
إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ
... ) حكاية
للخطاب الذي ألقاه سبحانه في بدء الخلقة ، لا انشاء خطاب في عهد القرآن ) إنّ الله
سبحانه حيث ما يذكر في موضع آخر من القرآن قصّة آدم على وجه التفصيل ، يذيّلها
بمضمون هذه الآية وما بعدها من الآيتين [١]
كما في سورتي البقرة وطه ، فإنّ