لما حاول الاستعمار الغاشم الاستيلاء
على الشرق الأوسط ومناطقه الخصبة وربوعه المعمورة ومعادنه الغالية وما يسيل تحت
أراضيه من الذهب الأسود ( البترول ) إلى غير ذلك من الثروات الطائلة ، قام بكل ما
يملك من حول وقوة بشن الغارات عليه بصورة استفزازية مزرية.
نعم للاستعمار أساليب وتخطيطات وألوان
مختلفة ، تختلف حسب طبائع الأجيال والأمكنة والتخطيط الأصيل له والحجر الإساسي
الذي ترتكز عليه مخططات المستعمرين هو أصل « فرّق تسد » فاُولئك هم وليدوا ذلك
الأصل ، وهم المبتدعون له ( على وجه غير دائر ) فالتفريق بين قطاعات الشعب في
المبدأ والعقيدة عامل هدام يبدد قوى الشعب ، وسيل كاسح جارف ، يخرب كل حاجز دون
نواياهم ، ويزعزع كل سد دون أهدافهم ، فلا شيء أضر بحال الشعب وأنفع للعدو من
إشاعة القلق والفوضى في المجتمع واختلاف الكلمة والتشتت في التوجيه والدعوة بين
أفراده ، فهي ضربة قاضية