الشريفة من الرسول
الأعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم على نهيه.
من أجل هذا ، ولكي نسلم من التخبّط
والعشوائية في معرفة هذه المعارف والقضايا الاعتقادية يتعيّن علينا أن ندرسها
بعناية بالغة على نمط ( التفسير الموضوعي ) من دون فرق بين موضوع وآخر ، حتى نقف ـ
من هذا السبيل ـ على واحدة من أهم جهات الإعجاز القرآني ، ونكون من المتعمّقين في
القرآن ومعارفه. وما روي عن الإمام علي بن الحسين السجاد عليهالسلام إذ قال ، لمّا سئل عن التوحيد :
« إنّ الله ـ عزّ وجلّ ـ علم أنّه يكون
في آخر الزمان أقوام متعمّقون فأنزل الله تعالى : ( قُلْ هُوَ اللهُ
أَحَدٌ )
والآيات من سورة الحديد إلى قوله : ( وَهُوَ عَلِيمٌ
بِذَاتِ الصُّدُورِ )
فمن رام وراء ذلك فقد هلك ». [١]
أقول
: إنّ ما روي عنه عليهالسلام لا يعني أنّ الإمام أراد حصر الآيات
الباحثة عن المعارف والقضايا الاعتقادية في هذه الآيات ، بل لمّا كان ما جاء في
هذه الآيات في القمّة من تلك المعارف ، أشار إليها الإمام خاصة دون إرادة الحصر.
ولأجل هذا جعلنا وجهة البحث في تفسيرنا
منذ أن شرعنا في هذا النمط صوب : ( المعارف الاعتقادية ) على ضوء القرآن ، مبتدئين
بالتوحيد وماضين في هذا السبيل إلى ما شاء الله ...
* * *
تقديم مباحث النبوّة على الصفات
ولمّا انتهى البحث عن ( التوحيد )
وأقسامه في الجزء الأوّل من كتابنا الذي انتشر باسم « معالم التوحيد في القرآن
الكريم » ، وفرغنا من عرض أهم أصل من اُصول الدين الإسلامي ، وانجرّ البحث عن
توحيد حاكميته سبحانه إلى توضيح صيغة الحكومة الإسلامية وخصصنا لبيانها جزءاً
مستقلاً وانتشر باسم : « معالم الحكومة الإسلامية » كان البحث الضروري والمهم بعد
ذلك الفصل هو البحث عن معالم النبوّة مطلقاً ، ونبوّة