« كافة » بعد تذييل
الجملة بقوله : (بَشِيرًا
وَنَذِيرًا) إذ لا معنى للكف والردع إلاّ تخويفهم
عن عذابه وعقابه حتى يرتدعوا بالتأمل فيما أوعد الله في كتابه العزيز ولسان نبيّه صلىاللهعليهوآلهوسلم على مقترفي الجرائم ، وليس ذلك إلاّ
نفس الانذار الوارد في الآية :
أضف إليه أنّه لم يستعمل لفظ « كافّة »
في القرآن إلاّ بمعنى عامة كقوله سبحانه : (يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً) ( البقرة ـ ٢٠٨
).
وقوله عز وجل : (وَقَاتِلُوا المُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ
كَافَّةً)
( التوبة ـ ٣٦ ).
وكل ذلك يؤيد كون (كَافَّةً) بمعنى عامة
حالا من الناس ، والآية مع كونها دليلاً على كون رسالته عالمية ، دليل على كونه
مبعوثاً إلى كافة الناس إلى يوم يبعثون [١].
النص السادس على الخاتمية :
ثم إنّه سبحانه جعل نبيّه صلىاللهعليهوآلهوسلم خاتم النبيين ، وكتابه خاتم الكتب ،
وجعله مهيمناً على جميع الكتب النازلة من قبل.
والمهيمن هو الرقيب الشهيد وقد فسّر
باُمور اُخرى يقرب بعضها من بعض فهو
[١] ويؤيد ذلك ما
رواه ابن سعد في « طبقاته الكبرى » عن خالد بن معدان قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : بعثت إلى الناس كافة ، فإن لم يستجيبوا
لي فإلى العرب ، فإن لم يستجيبوا لي فإلى قريش ، فإن لم يستجيبوا لي فإلى بني هاشم
، فإن لم يستجيبوا لي فإليّ وحدي.
ونقل عن أبي هريرة ، أنّ
النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : اُرسلت إلى
الناس كافة ، وبي ختم النبييون ( الطبقات الكبرى ج ١ ص ١٩٢ ) وكل ذلك دليل على أنّ
الصحابة لم يفهموا من الآية إلاّ ما استظهرناه.