الأوّل
: أن يكون الاستعمال متعارفاً ودارجاً
بين أهل اللسان ، أو يكون ممّا يستحسنه الطبع والذوق ، وكلاهما منتفيان [١].
الثاني
: وجود قرينة مقالية أو حالية صارفة عن
المعنى الحقيقي ، وإلا فيحمل على المعنى الموضوع له ، وهي أيضاً منتفية.
ولما كانت هذه الشبهة أشبه شيء بحديث
خرافة ، وشبه السوفسطائية لم يلتفت إليه أحد من مناوئي الإسلام ، حتى مؤسس الفرقة
الضالّة وزعيمها الأكبر ، بل فسّر هو نفسه في بعض كتبه [٢](خَاتَمَ
النَّبِيِّينَ) على خلاف ما ذكر في الشبهة ، وقال : «
والصلاة والسلام على سيد العالم ، ومربي الاُمم ، الذي به انتهت الرسالة والنبوّة
وعلى آله وأصحابه دائماً سرمداً ... ».
وصرّح بذلك في « ايقانه » [٣] وفسره بالختم والانتهاء ، نعم أتى بعد
ذلك بتأويلات باردة يشمئز منها الطبع ، وإنّما اوّل ما اوّل ليمهد الطريق لدعوى
نبوّته وسفارته من الله سبحانه.
هلم معي نسأل مبدع الشبهة عن أنّه لماذا
خص سبحانه « الخاتم » بالاستعارة ، مع أنّ التاج والاكليل ، أولى وأبلغ في بيان
المقصود ( الزينة ) ؟
هلم نسأله عن أنّه لو صح ما أراد ( من
أنّ المراد أنّه صلىاللهعليهوآلهوسلم
مصدق النبيين ) ولن يصح ، ولو صحت الأحلام ، فلماذا عدل سبحانه عن أوضح التعابير
وأفصحها ، ولم يقل « مصدق النبيين » كما عبّر به في غير واحد من السور [٤] عندما أراد توصيف النبي بكونه
[١] ولأجل ذلك لا
تجد في الآداب العربية ولا الفارسية ولا غيرها من اللغات استعارة الخاتم للزينة
والتصديق.