وبين الطائفتين اختلاف في الاُصول والفروع
، فالأحمدية منهم مؤمنة بأنّ النبي خاتم الأنبياء ولا يؤمنون بنبوّة غلام أحمد ولا
يكفّرون المسلمين مهما كانت عقائدهم ، وهو واتباعه يصلّون خلف كل مسلم ، بشرط أن
لا يكفّرهم ، وأمّا القاديانية منهم ، فهم يعتقدون أنّ غلام أحمد كان نبياً بلا
كتاب سماوي ، كأنبياء بني اسرائيل ، ويؤوّلون آية : (مَا كَانَ
مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَٰكِن رَّسُولَ اللهِ
وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ) تأويلاً يتوافق على زعم الطائفة المضلة
ـ على ما سيأتي.
نعم تشترك الفئتان في الاعتقاد بحرمة
الجهاد ، لأنّ مسيحهما قد بعث وجاء لنشر السلام العام والمحبة ، ولزوم الخضوع
والطاعة لمن تسلّط ، والكد والكدح في اكتساب الأموال والنقود ، وأنّ الوحي مستمر
إلى الأبد ، إلى غير ذلك من المخازي لتضليل بسطاء الاُمّة عن الإسلام ، وعند
التحقيق يظهر أنّ الاستعمار خلق « البابية والقاديانية » لإيجاد التشكيك بين عوام
الشيعة والسنّة ، وكلا الاخوين « حية بطن واد » [١].
ولما أرادت الفرقة الضالّة المضلّة
البهائية أن تعرّف زعيمها وقائدها ، رسولاً من الله إلى الناس ، كسائر المرسلين ،
من موسى والمسيح ومحمد صلىاللهعليهوآلهوسلم
حاولت لتدعيم مدعاها أن تشكك في دلالة الآية على ما اتفق عليه المسلمون منذ نزولها
إلى الآن ، وقد جاءت في ذلك بتشكيكين لا يقصران عن شبه السوفسطائية في بداهة
الاُمور ودونك بيانهما مع دحضهما بأوضح الوجوه :
التشكيك الأوّل :
خلاصة هذا الوجه ترجع إلى التصرف في
معنى « الخاتم » كما أنّ التشكيك الثاني
[١] وقد تحدثت مجلة
العرفان عن الأحمدية والقاديانية في عدة من أعدادها ، فراجع المجلد الثامن عشر في
مقال تحت عنوان : « الإسلام في الهند » والمجلد التاسع عشر ص ٩٤ والعشرين ص ٢٣٣ و
٣٥٢ و ٤٨٩ وفيها مقالات بأقلام جماعة من الباحثين تشرح لنا هوية هذه الفئة.