ماذا كانت تقتضي مصالح الاُمّة
الإسلاميّة آنذاك ؟ هل كانت تقتضي أن يترك النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم
اُمّته لتختار هي من تريد لقيادتها ؟ وهل كانت الظروف آنذاك تساعد على مثل هذا
الأمر ؟ أو كان يجب النص على أشخاص معيّنين لذلك المقام الخطير ؟ وبعبارة واضحة :
هل كانت المصلحة تقتضي تنصيب الإمام من جانب الله سبحانه بلسان نبيّه ؟ أو كانت
المصلحة تقتضي أن يترك مسألة الخلافة بعده إلى رأي الاُمّة ؟
إنّ اُموراً كثيرةً تدلّ على أنّ مصالح
الاُمّة كانت آنذاك تتطلّب تنصيب الإمام والقائد الذي يخلّف النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وتعيينه بلسانه في حياته ، بل كان في
عدم التعيين والتنصيب ، وترك الأمر إلى اختيار الاُمّة وانتخابها ، من الاختلاف
والتفرّق وعدم الاتّفاق