إن الحاكميّة كما أسلفنا [١] ، حقّ مختصّ بالله سبحانه ، ولا حاكمية
لسواه إلاّ بإذنه ، وله الحقّ وحده في تعيين من يقود البشرية ، ويسوس اُمورهم
ويحكمهم ..
وهذا هو ما يؤكّده القرآن الكريم في
كثير من آياته صراحة وتلويحاً ، إذ يقول :
يقول العلاّمة الطباطبائيّ : ( إنّ
نظرية التوحيد التي يبني عليها القرآن الشريف بنيان معارفه ، لمّا كانت تثبت حقيقة
( التأثير في الوجود ) لله سبحانه وحده لا شريك له ، وإن كان الإنتساب مختلفاً
باختلاف الأشياء ، غير جار على وتيرة واحدة ، كما ترى أنّه تعالى ينسب الخلق إلى
نفسه ، ثمّ ينسبه في موارد مختلفة إلى أشياء مختلفة بنسب مختلفة ، وكذلك العلم
والقدرة والحياة والمشيئة والرزق والحسن ، إلى غير ذلك. وبالجملة ، لمّا كان
التأثير له تعالى ، كان [٢]
الحكم الذي هو نوع من التأثير والجعل له تعالى ، سواءً في