وهو إشارة إلى جواز حلق الرأس الذي منع
منه المحرم ، للتخلّص من الأذى الحاصل بسبب إبقاء الشعر ، وانحباس الحرارة في
الرأس ، بل يرفع الإسلام كلّ ما يجهد البدن ويتعبه ويضنيه ، ويجر إليه التعب
والنصب كما يقول القرآن الكريم : (لا
يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا) ( البقرة :
٢٨٦ ).
تعاليم القرآن الصحّيّة
وفي هذا السبيل وضع الإسلام سلسلة من
التعاليم الصحّية للأبدان من شأنها أن تصون الأبدان من الأمراض ، وتقيها من العلل
والأسقام لو روعيت حقّ الرعاية وطبقت حقّ التطبيق وقد جاءت طائفة من هذه التعاليم
في القرآن الكريم ، وتكفّلت السنّة المطهّرة ببيان البقيّة ، وها نحن نذكر باختصار
ما ذكره القرآن الكريم أوّلا.
لقد حرم القرآن اُموراً ونهى عن اُمور
وكره أشياء وأباح اُخرى ، وما حرّم ولا نهى ، وما كره أو أباح إلاّ لحكمة ظاهرة
وأثر سيّء أو حسن على سلامة البدن وصحّته ، فحرّم أكل الميتة ، والدم ، ولحم
الخنزير بقوله : (إِنَّمَا
حَرَّمَ عَلَيْكُمُ المَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ
لِغَيْرِ اللهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ
إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) ( البقرة :
١٧٣ ).
وإنّما حرّم « الميتة » من الحيوان (
وهي التي تفارقها الحياة من دون ذبح ) لأنّ الموت إن كان عن مرض ، أضرّ بالإنسان
حتّى إذا عقّم لحمها من الجراثيم فهي تسبّب المغص في المعدة ، وتسبب النزلات
المعويّة ، وعشرات المضاعفات الاُخرى.
وحرّم « الدم » لأنّه أفضل مرتع
للجراثيم والميكروبات المسبّبة للأمراض الخطيرة.
وحرّم « لحم الخنزير » لما يحدثه من
أمراض خطيرة لما يحمله من دودة خاصّة تنتقل بالأكل إلى بدن الإنسان وتحدث لديه
أمراضاً كثيرة قد تؤدّي إلى الموت.
وحرّم ـ أيضاً ـ ما يشبه الميتة
كالمنخنقة ، والموقوذة ، والمترديّة ، والنطيحة فقال