لم يحصر الإسلام عنايته بالاُمور
الاُخرويّة وحدها ، بل عمّم هذه العناية للاُمور الماديّة والدنيويّة أيضًا ، وعلّم
المسلم أن يطلب من الله سبحانه حسنة الدنيا والآخرة : (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي
الآخِرَةِ حَسَنَةً) ( البقرة : ٢٠١).
ومن هنا اهتمّ الإسلام بالجسد اهتمامه
بالروح ، وحرص على سلامة الأبدان وتقويتها كما حرص على سلامة الأرواح وتقويتها
سواء بسواء ، ولأجل هذا نجد القرآن الكريم إذا ذكر نعمة الله على أحد من عباده لم
يكتف بذكر النعم المعنويّة كالعلم ، بل ذكر إلى جانب ذلك نعمة القوّة البدنيّة ، والكمال
الجسديّ.
فهو عندما يتحدّث عن ( طالوت ) الذي
أرسله الله لقيادة بني اسرائيل قال في وصفه : (إِنَّ
اللهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالجِسْمِ وَاللهُ
يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ