لقد دعا الإسلام إلى الكدّ والكدح
والعمل دعوة أكيدة ، وحثّ عليها حثّاً بليغاً لا نجد نظيره في أي نظام آخر ، فهو
نهى عن الكسل ، كما نهى أن يكون المرء كلاًّ على الآخرين ، يستهلك ولا يعمل ، ويأكل
ولا يشتغل وإليك طائفة من الأحاديث المرويّة عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وأهل بيته الطاهرين عليهمالسلام في هذا المجال ، قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « ملعون من ألقى كلّهُ على النّاس » [١].
وقال في وصيّته لعليّ عليهالسلام : « إيّاك وخصلتين : الضجرُ والكسلُ ، فإنّك
إن ضجرت لم تصبر على حقّ وإن كسلت لم تُؤدّ حقّاً ، يا عليّ من استولى عليه الضجرُ
رحلت عنهُ الرّاحةُ » [٢].
وقال أمير المؤمنين عليهالسلام : « إنّ الأشياء لمّا ازدوجت ازدوج
الكسلُ والعجزُ فنجا بينهُما الفقرُ » [٣].
وقال الإمام الباقر عليهالسلام : « إنّي لأبغضُ الرّجُل ( أو لأبغض للرجل
) أن يكون كسلان عن أمر دُنياهُ ومن كسل عن أمر دُنياهُ فهو عن أمر آخرته أكسلُ » [٤].
وقال الإمام الباقر عليهالسلام : « إنّي لأجدُني أمقُتُ الرّجُل
يتعذّرُ عليه المكاسبُ فيستلقي على قفاه ويقولُ : ( اللّهمّ ارزقني ) ويدع أن
ينتشر في الأرض ويلتمس من فضل الله ، والذرةُ ( أيّ النّملُ ) تخرُجُ من حجرها
تلتمسُ الرّزق » [٥].
وقال الإمام الصادق عليهالسلام : « لا تكُونُوا كُلُولاً على النّاس »
[٦].
وقال عليهالسلام
أيضاً : « لا تكسلُوا في طلب معايشكُم فإنّ آباءنا ، قد كانُوا يركُضُون فيها ، ويطلُبونها
» [٧].
(١ و ٣ و ٤ و ٦)
وسائل الشيعة ١٢ : ١٨ ، ٣٧ ، ١٨ ، ١٨.