لا شكّ في أنّ التزكية والتربية كانت
الهدف الأسمى لأنبياء الله ورسله أجمعين فها هو خليل الرحمن النبيّ إبراهيم عليهالسلام يطلب من الله سبحانه ـ وهو يرفع قواعد
الكعبة الشريفة ـ أن يبعث في اُمّته من يزكّيهم ويربّيهم إذ قال : (رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ
يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالحِكْمَةَ
وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الحَكِيمُ) ( البقرة :
١٢٩ ).
وإنّما اتّخذت التربية والتزكية هذه
المكانة في رسالات السماء ومهام الأنبياء لأنّ الإنسان لا يمكنه أن يبلغ أي مبلغ
من النضوج العلميّ ، أو التقدمّ الاجتماعيّ من دون أن تتوفّر له التربية الواعية
التي تتكفّل بناء شخصيّته.
ولقد تركّزت مساعي الأنبياء على تحقيق
هذه المهمّة العظيمة ، وبذلوا في سبيله