العلاقات بين أفراد
الاُمّة الواحدة أنفسهم ونوع العلاقات بينهم وبين الخارجين عن إطار هذه الاُمّة :
فما هو إذن ذلك الملاك ( الملاك ) الذي يحقّق مفهوم الاُمّة الإسلاميّة ويصنع
حقيقتها ويستتبع حقوقاً وواجبات خاصّة ... وما هي الرابطة التي تجعل الفرد جزءاً
من هذه الاُمّة أو تخرجه من إطارها ، ويفترض وجودها نمطاً واحداً من المقرّرات ؟
مكوّنات الاُمّة عند الحقوقيّين
إنّ العناصر التي تحقّق مفهوم الاُمّة
وتكوّن واقعها الخارجيّ ـ في نظر الحقوقيّين ـ وتميّز جماعة عن اُخرى هي عبارة عن
وحدة أفراد تلك الجماعة في إحدى هذه الاُمور أو جميعها :
فهذه العناصر كلّها أو بعضها إذا توفّرت
لدى جماعة ، كانوا بذلك ( اُمّة ) خاصّة تختلف عن الاُمم الاُخرى ، وقد بنى دعاة
القوميّة أساس دعوتهم على هذه الوحدات ، وميّزوا بها شعوبهم عن غيرها.
ولكنّ هذه العناصر ، التي اعتبرها بعض
الحقوقيّين ملاكات لتحقيق مفهوم الاُمّة ووجودها ، وإن كان لها بعض التأثير في
تمييز جماعة بشريّة عن اُخرى إلاّ أنّها لا يمكن أن تكون صانعة لمفهوم الاُمّة ، وواقعها
الخارجيّ. لأنّها عناصر خارجة عن إرادة الإنسان وحدود اختياره. ومن المعلوم أنّ
الاجتماع الحاصل عن ملاكات خارجة عن إطار الاختيار والإرادة لا تشكّل اجتماعاً
حقيقيّاً يستحقّ صفة الاُمّة.
[١] راجع الاُمّة
والعوامل المكوّنة لها لمحمّد المبارك.