يحتلّ القضاء ، وفصل الخصومات بين الناس
دوراً عظيماً ، ومكانة حسّاسة في أي مجتمع بشريّ ، لأنّ عليه وعلى كيفيّته تتوقّف
سلامة المجتمع ، واستتباب الأمن ، واستقرار العدل ، وصيانة الحقوق والحريّات ، والحرمات
وبالتالي يقوم التوازن الاجتماعيّ.
إنّ القضاء مرتبط بالعدالة ، فإن صلح
شاعت العدالة وانتعشت ، وأمن الناس على أرواحهم وأموالهم وأعراضهم ، وصلح أمر
الدولة ، والناس جميعاً. وإن فسد القضاء اختفت العدالة وباختفائها تعم الفوضى
وينتشر الفساد ، ولا يأمن الناس على أنفسهم ، فتضيع هيبة الدولة ، ويتقلّص سلطانها
، إنذاراً لها بالنزوال والاندحار.
إنّ القضاء يلعب دوراً كبيراً في تبديل
الاختلاف إلى الوئام ، وفي تحويل التنازع والتصارع إلى التوافق والتقارب الذي
يحتاج إليه كلّ مجتمع إنسانيّ ينشد السعادة والطمأنينة والأمن.