« إنّ المنكرين لضرورة وجود الدولة في
الحياة الاجتماعيّة على طائفتين :
الاولى : من يقول بعدمها ، ويعلّل ذلك
بفلسفة ونظرية معتبرة عنده وهم ماركس وأتباعه.
الثانية : من ينكر ذلك لمجرّد عوامل
نفسيّة وهم على فرق ثلاث ».
رغم أنّ ضرورة قيام الدولة وايجادها لم
تكن موضع ترديد وشكّ ـ كما أثبتت البحوث المتقدّمة ـ لما فيها من ضمان لسعادة
الحياة الانسانيّة وتقدم الحضارة وديمومتها واستقامتها ، فإنّ هناك شرذمةً قليلةً
من الناس تستوحش من قيام الدولة وتتوجّس خيفةً من وجودها وتنفي ضرورتها ... وربّما
يصبُّ بعضهم هذا المذهب الباطل في قالب منطقيّ فيقول : إنّ وجود الحكومة ضرورة
ملحّة للبشر لفترة خاصة من الزمان فقط ، وليس دائماً.
وينقسم أصحاب هذا الرأي إلى طوائف أربع
:
الطائفة الاُولى :
هم ماركس ومؤيّدوه ، فهم يعتقدون بضرورة وجود الدولة مادام المجتمع البشريّ يعاني
من « الصراع الطبقي » ولكنّه بعد استقرار الشيوعيّة وزوال جميع