إلى غير ذلك من الآيات ، والخطابات
الموجّهة إلى المجتمع بصورة عامّة.
وإلى القسم الثاني تشير الآيات التي تضع
هذه الوظيفة على عاتق جماعة خاصّة وتعبّر عنها ... ب ( اُمّة ) ... وفي ذلك قوله
سبحانه : (وَلْتَكُن مِّنكُمْ
أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ
المُنكَرِ وَأُولَٰئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ) ( العمران :
١٠٤ ).
ومن المعلوم أنّ الاُمّة عبارة عن جماعة
خاصّة تجمعهم رابطة العقيدة ووحدة الفكر ، وهي وإن كانت تطلق أحياناً على الفرد
الواحد كقوله سبحانه : (إِنَّ
إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا للهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ
المُشْرِكِينَ) ( النحل : ١٢٠ ) لكنه إطلاق واستعمال
غير شائع فلا تحمل الآية عليه. وقد فسّر الإمام الصادق جعفر بن محمّد عليهالسلام هذه الآية بقوله : « وسُئل عن الآمر
بالمعروف والنهي عن المنكر ، أواجب هو على الاُمّة جميعاً ؟ فقال : لا ، فقيل لهُ
: ولم ؟ قال : إنَّما هُو على القوي المُطاع العالم بالمعروف من المنكر لا على
الضَّعيف ... والدَّليلُ على ذلك كتاب الله عزَّ وجلَّ قوله : (وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى
الخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ المُنكَرِ) فهذا خاص
غير عام كما قال الله عزَّ وجلَّ : (وَمِن
قَوْمِ مُوسَىٰ أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ) ( الأعراف :
١٥٩ ) ولم يقل : على أُمَّة موسى ولا على كُلِّ قومه ، وهم يومئذ اُمم مختلفة
والاُمّة واحد فصاعداً كما قال الله عزَّ وجلَّ : (إِنَّ
إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا للهِ) » [١].