ينبغي أن يتحلّى
بالعلم بالقانون وعنده ملكة العدالة مع سلامة الاعتقاد وحسن الأخلاق وهذا ما
يقتضيه العقل السليم ، خاصّة ونحن نعرف أنّ الحكومة الإسلاميّة تجسيد عمليّ
للقانون وليست ركوب هوى فالجاهل بالقوانين لا أهليّة فيه للحكم ) [١].
ثمّ على القول بأنّ الولاية ـ عند عدم
التمكن من الإمام المعصوم ـ من شؤون الفقيه العدل ، يلزم أنّ يكون الحاكم هو
الفقيه ، بيد أنّه لا يلزم أن يتصدّى الفقيه بنفسه إدارة البلاد ، بل يمكن له أن
يُوكل شخصاً آخر ـ ترتضيه الاُمّة وتختاره ـ ويكون عارفاً بالقانون عن طريق
الاجتهاد ، وتجتمع فيه سائر الصفات والمؤهّلات.
ولأجل ذلك قلنا : اجتهاداً أو تقليداً
ويدلّ على ذلك مضافاً إلى ما عرفت قول الإمام الحسين بن عليّ عليهالسلام : « مجاري الاُمور والأحكام على أيدي
العلماء بالله والامناء على حلاله وحرامه » [٢].
وقوله عليهالسلام
: « والله ما الإمام إلاّ القائم بالقسط ، الحاكم بالكتاب الحابس نفسه على ذات
الله » [٣].
ومن المعلوم أنّ القيام بالقسط والحكم
على طبق الكتاب لا ينفكّ عن العلم بالقانون الإسلاميّ اجتهاداً ، أو تقليداً.
* * *
٧. الحريّة :
يختلف نظام الرقِّ في الإسلام عمّا هو
عليه في سائر الأنظمة البشريّة ، فإنّ النظم البشريّة ترى جواز استعباد الانسان
واسترقاقه لأخيه الإنسان بحجّة أنّه أقلّ ثقافةً أو لأنّه يعيش في بلد متأخّر ، أو
لأنّه يجري في عروقه دم وضيع ، أو لأنّه لا ينتمي إلى حزب !!
غير أنّ الإسلام الذي حرّم على الناس
التفاضل بهذه الخرافات ، انقذهم من سيادة بعضهم على بعض بتلك الحجج الواهية
السخيفة ، ولم يجز لأحد أن يسلب حريّة