قد أوقفك ما مضى من البحث على لون
الحكومة بعد وفاة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم
وعرفت حقّ المقال فيه بما لا يبقى لمشكّك شكّ ، ولا لذي ريب ريب.
غير أنّ المهمّ ـ الآن ـ هو ، بيان صيغة
الحكومة في العصور الحاضرة التي لا تتمكن الاُمّة فيها من الوصول إلى الإمام
المنصوص عليه باسمه وشخصه ، وهذا هو ما عقدنا له الفصل التالي.
* * *
ماذا كُتب حول الحكومة ؟
إنّ إيضاح صيغة الحكومة الإسلاميّة في
هذه العصور ، وبيان مناهجها وخطوطها وخصائصها مع كونها من أهمّ الموضوعات الحيويّة
، لم يبذل علماء الفريقين حولها الجهود الكبيرة اللائقة بشأنها ، وذلك لسبب في
جانب أهل السنّة ، وسبب في جانب الشيعة.
أمّا الأوّل ، فبما أنّ الاسلوب الّذي
تمّت به خلافة الخلفاء في العصر الأوّل قد صار ملاكاً للحكومة الإسلاميّة عندهم
وحسبوا أنّه المعيار الصحيح ولأجل ذلك صار هذا