الشائعات عن مقتل
النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وفي هذه
اللحظة الحساسة التي شعر المسلمون فيها بفقدان الزعيم والقائد ، خطرت في أذهان
البعض فكرة العودة إلى الجاهلية والارتداد على الأعقاب ، وراح هذا البعض يقول :
لِمَ نحارب وقد مات رسول الله ، فنزل القرآن يوبّخ من لهج بهذه الكلمة ، وقال :
ولو أنّ شائعة مقتل النبي لم تكذب
بظهوره صلىاللهعليهوآلهوسلم عند أصحابه
، لآل نظام المسلمين إلى التمزّق حتماً ، ولانتهى الأمر بمقتل فريق وفرار آخرين في
أسوأ نكسة عرفها التاريخ ، فهل من الصحيح أن تهمل مسألة القيادة وهي بهذه الدرجة
من الخطورة والأهمية في حياة الشعوب ؟
وهل من الصحيح أن لا يقدم المسلمون على
إيجادها لتنظيم حياتهم لكي يستتب الأمن والسلام ؟
الاقتداء بسيرة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
كان الرسول الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم إذا بعث سرية إلى الجهاد عيّن أُمراء
متعددين لتلك السرية يتوالون على قيادتها ، لكي لا تبقى دون آمر إذا أُصيب أحدهم ،
فتصبح كالقطيع بلا راع تنال الذئاب من أطرافها ، وتتخطفها أيدي المخاطر من
جوانبها.
ولمّا كان القرآن الكريم يأمرنا باتّباع
سيرة الرسول والاقتداء به وجعله قدوة وأُسوة ، فيقول :