وهنا يمكن أن ندرك عمق ما قاله الإمام أمير
المؤمنين علي عليهالسلام
، إذ قال :
« لأنسبنّ الإسلام نسبة لم ينسبها أحد
من قبلي ، ألا وإنّ الإسلام هو التسليم ، والتسليم هو اليقين ، واليقين هو التصديق
، والتصديق هو الإقرار ، والإقرار هو الأداء ، والأداء هو العمل » [٢].
ماذا يراد من الشرك في التشريع ؟
إذا وقفت على مضامين هذه الآيات وعرفت
أنّ الله تعالى لم يعط زمام التشريع لأحد من عباده ، تقف على أنّ العدول عنه عدول
عن جادة التوحيد وتورط في الشرك.
إنّ التقنين والتشريع من الأفعال
الإلهية التي يقوم سبحانه بها حسب ، فلو أنّ أحداً اعتقد بأنّ غير الله يملك هذا
الحق إلى جانب الله وإنّ الحبر اليهودي أو الراهب النصراني مثلاً أو من يشاكلهما
له الحق في أن يسن للناس القوانين ، ويعين من لدن نفسه لهم الحلال والحرام ، فإنّه
اتخذ سوى الله ربّاً ، وبذلك نسب فعل الله إلى غيره ، وتجاوز حد التوحيد بتعميم
هذا الحق على غيره سبحانه ، وكان بذلك مشركاً.