هذه الآيات كلها تفيد أنّ الإيمان بالله
مزروع في فطرة الإنسان ، غاية ما في الأمر أنّ الإنسان قد يغفل عن ذلك بعض الأحيان
بسبب ما يعتريه من سهو ولهو ولذات منسية سريعة الفوت ، ولكنَّه سرعان ما يعود بحكم
فطرته إلى الله ـ عندما يواجه الشدائد وتفقد الحياة رتابتها ـ فهنالك لا يرى سوى
الله منقذاً ومخلصاً ، ولا يرى في غيره ولياً ولا نصيراً.
هل الإيمان بوحدانية الله فطري أيضاً ؟
يعتقد فريق من العلماء أنّ الآيات المذكورة
ناظرة إلى مسألة « فطرية الاعتقاد بوحدانية الله » لا إلى مسألة « فطرية الاعتقاد
بوجوده تعالى ».
فقد كتب من هذا الفريق من يقول :
لو كانت هذه الآيات تتحدث عن فطرية شيء
، فهي إنّما تتحدث ـ في الحقيقة ـ عن فطرية « وحدانية الله » لا عن فطرية « أصل
وجوده ».
وذلك لأنّ هذه الآيات موجهة ـ أساساً ـ
إلى المشركين الذين كانوا يتخذون مع الله إلهاً أو آلهة أُخرى.