وفي سورة النحل توجد سلسلة من الآيات التي
تشير هي أيضاً إلى جوانب من النظام الكوني العجيب البديع وكيفية انتفاع البشر بها
، وتبدأ هذه الآيات بقوله : (هُوَ
الَّذِي)
:
ثم يستنتج القرآن من كل ذلك بقوله : (أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ أَفَلاَ
تَذَكَّرُونَ)[٢]
، إنّ هذه الآية الأخيرة تكشف عن أنّ الهدف من تلك الآيات هو الدعوة إلى التوحيد «
العبادي » ، ولأجل ذلك صدرت الآية الحاضرة بفاء النتيجة ، لأنّ بعض مشركي العرب
رغم علمهم بأنّ الله هو الخالق والمدبّر للكون ، كانوا يعبدون آلهة مدّعاة مصطنعة
، ولذلك يعني التذكير بمظاهر القدرة الإلهية في عالم الطبيعة ، إيقاظ ضمائرهم
الغافلة ، وإثارة عقولهم الغافية ، كيما يتذكروا أنّ العبادة لا تصح إلاّ لله سبحانه
دون سواه ، وأنّ ما يعبدون من دونه عاجزون ضعفاء لا