وتظهر هذه النظرية من الشريف المرتضى في
أماليه ، وإليك نص ما قاله الشريف بلفظه : [١]
إنّ الله تعالى إنّما عنى جماعة من ذرية
بني آدم خلقهم وبلّغهم وأكمل عقولهم وقرّرهم على ألسن رسله عليهمالسلام بمعرفته وما يجب من طاعته ، فأقرّوا
بذلك ، وأشهدهم على أنفسهم به لئلاّ يقولوا يوم القيامة : (إِنَّا كُنَّا عَنْ هٰذَا غَافِلِينَ) أو يعتذروا
بشرك آبائهم.
وحاصل هذا الكلام وتوضيحه أنّ الله تعالى
أخذ الاعتراف من جماعة خاصة ، من البشر ، وهم العقلاء الكاملون ، لا من جميع
البشر.
وقد أخذ هذا الاعتراف والميثاق حيث أخذ
بواسطة الرسل والأنبياء الذين ابتعثهم الله إلى البشرية في هذه الدنيا.
وهذه النظرية مبنية على كون « من » في
قوله سبحانه : (مِن بَنِي
آدَمَ)
تبعيضية لا بيانية ، ولأجل ذلك يختص بالمقتدين بالأنبياء.
ويمكن تأييد هذه النظرية بأنّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قد أخذ منهم الاعتراف في بعض المواضع
على اختصاصه تعالى بالربوبية ، كما يحدّثنا القرآن الكريم إذ يقول : (قُلْ مَنْ رَبُّ السَّماواتِ السَّبْعِ وَرَبُّ
العَرْشِ العَظِيمِ * سَيَقُولُونَ لله قُلْ
أَفَلاَ تَتَّقُونَ)[٢]
، وما يشابههما من الآيات التي أخذ فيها الاعتراف من الأشخاص ،