الحمد للّه على هدايته
لدينه و التوفيق لما دعا إليه من سبيله.
و صلّى اللّه على رسول
اللّه أمين اللّه على وحيه و عزائم أمره الخاتم لما سبق و الفاتح لما استقبل و
المهيمن على ذلك كله و رحمة اللّه و بركاته.
و على آله الطيبين
الأطهار شجرة النبوّة و موضع الرسالة و مختلف الملائكة و أهل بيت الوحى الذين أذهب
اللّه عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا.
اللّهمّ اجعلنا من
الثابتين على ولايتهم و وفقنا لمشايعتهم و متابعتهم و اجعلنا ممن يقتصّ آثارهم و
يسلك سبيلهم و يهتدي بهداهم و يحشر في زمرتهم و يكرّ في رجعتهم و يملّك في دولتهم
و تقرّ عينه غدا برؤيتهم.
و بعد فقد منّ اللّه
عليّ أن جعلنى في بيئة الإسلام و سهّل لي معرفة القرآن و خصّني بجوار قبور الأئمة
الأطهار في العراق و ايران و أكرمني بأبوين بارّين ربّياني على فطرة اللّه و محبة
أوليائه و أسعدني بتحصيل المعارف الإسلامية و أطلعني على خفايا لطفه و خبايا آثاره
فكان من مننه عليّ أن تعرفت على هذا السفر اللطيف و الكتاب المنيف و أنا حدث السن
فقمت باستنساخه على المطبوعة بأمر من سماحة الوالد و كان ذلك متزامنا مع تحقيق و
طبع الكتاب القيم النفيس شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني النيسابوريّ من قبل الوالد
ثمّ تدرّجت في العمل من الاستنساخ إلى بعض التعليقات المختصرة مثل ذكر موارد رواية
الحسكاني عن فرات و إلحاق بعض أسانيده الى متونه أخذا من شواهد التنزيل و تفسير
الحبري حيث كانت لدينا نسخة من مخطوطته و كان كل هذا في النجف الأشرف و انا رهن
الدراسة و الحداثة و رهن العيش في أجواء الظلم و الكبت والد يكتا تورية ثمّ منّ
اللّه علينا بالتفيؤ في ظلال الجمهورية الإسلامية و القرار في رحبها الواسع و في
مركز انطلاق مسيرتها المقدّسة (قم) عشّ آل محمّد فباشرت أعمالي مع آمال عظيمة و
رؤية مستقبلية واضحة بما سيحققه الإسلام من فتوحات و ألطاف في مختلف الأصعدة و كان
أوّل ما قدّمت للطبع كتاب