وأغلقت السبل كافة في الوجوه والألسن
والأقاويل ، فرجموا بالغيب ، وتشبثوا بالطحلب ، وحسبوا وجدان الضالة : فقالوا بما
حكى الله عنهم (إنْ هذا إلا
أساطيرُ الأوَّلينَ )[٢].
وتمادى بهم القول ، ففصلوا بعد الإجمال
، وأبانوا بعد الإبهام : (وقالوا أساطيرُ
الأوَّلينَ اكتتبهَا فهي تملى عليهِ بُكرةً وأصيلاً
(٥) )[٣].
وهكذا تبدو الحيرة مترددة بين عدة
ادعاءات وافتراءات ، هم أنفسهم يعلمون بمجانبتها للواقع المشهود ، إذ لم يؤيدها نص
إستقرائي واحد في حياة محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم.
ويبقى الوحي وحيا رغم كل هذا الأراجيف :
(وكذلك أوحينا إليك قرءاناً
عربياً لتنذرَ أمَّ القرى ومن حولها
... (٧) )[٤].