نام کتاب : المناهج التفسيريّة في علوم القرآن نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 91
تفسير الآيات على
ضوء مدرسة الاعتزال
١. الشفاعة حطّ
الذنوب أو رفع الدرجة
إنّ الشفاعة لم تكن فكرة جديدة ابتكرها
الإسلام وانفرد بها ، بل كانت فكرة رائجة بين جميع أُمم العالم من قبلُ وخاصةً بين
الوثنيّين واليهود. نعم إنّ الإسلام قد طرحها مهذَّبة من الخرافات ، وممّا نُسِج
حولها من الأوهام ، ومن وقف على آراء اليهود والوثنيّين في أمر الشفاعة يقف على
أنّ الشفاعة الدارجة بينهم كانت مبنيّة على رجائهم لشفاعة أنبيائهم في حط الذنوب
وغفران آثامهم ، ولأجل هذا الاعتقاد كانوا يقترفون المعاصي ويرتكبون الذنوب ،
تعويلاً على ذلك الرجاء ، فالآيات النافية للشفاعة والمثبتة لها تحت شرائط خاصة
كلها راجعة إلى الشفاعة بهذا المعنى فلو نُفِيَت فالمنفي هو هذا المعنى ، ولو
قُبِلت والمقبول هو هذا المعنى ، وقد أوضحنا في محله [١] أنّ الآيات الواردة في مجال الشفاعة
على سبعة أنواع لا يصح تفسيرها إلاّ بتفسير بعضها ببعض ، وتمييز القسم المردود
منها عن المقبول.
ومع ذلك نرى أنّ المعتزلة يخصُّون آيات
الشفاعة بأهل الطاعة دون العصاة ويرتكبون التأويل في موردها ، وما هذا إلاّ للموقف
الذي اتّخذوه في حقّ العصاة ومقترفي الذنوب ، في أبحاثهم الكلامية ، فقالوا بخلود
أهل العصيان في النار إذا ماتوا بلا توبة.
قال القاضي عبد الجبار : إنّ شفاعة
الفسّاق الذين ماتوا على الفسوق ولم