إنّ هذه الآيات يسودها كثير من الغموض
والإبهام ، ولكن إذا رجعنا إلى ما رواه المؤرّخون في ذلك المضمار من تقاليدهم
حينها يزاح الغموض الذي يكتنفها.
ولا يقتصر المفسِّر على هذا المقدار من
التاريخ ، فانّ الآيات النازلة في الغزوات والحروب ، وفي بعث السرايا لها دور في
رفع الإبهام وانكشاف الحقيقة على ما هي عليه.
وفي وسع المفسِّـر أن يرجع إلى الكتب
المعدّة لبيان تاريخ الإسلام ، وأخص بالذكر « السيرة النبوية » لابن هشام (
المتوفّى عام ٢١٨ هـ ) وتاريخ اليعقوبي ( المتوفّى ٢٩٠ هـ ) وتاريخ الطبري (
المتوفّى ٣١٠ هـ ) وتفسيره ، و « مروج الذهب » للمسعودي ( المتوفّى ٣٤٥ هـ ) و «
الإمتاع » للمقريزي ( المتوفّى ٨٤٥ هـ ) إلى غير ذلك من الكتب المعدّة.
قال الشيخ عبده : أنا لا أعقل كيف يعقل
لأحد أن يفسر قوله تعالى : ( كانَ الناسُ أُمّةً
واحدة فَبَعَثَ اللّهُ النّبيينَ مُبشِّرينَ ومُنذِرين )[٢]
الآية ، وهو لا يعرف أحوال البشر ، وكيف اتّحدوا؟ وكيف تفرّقوا؟ وما معنى تلك
الوحدة التي كانوا