نام کتاب : المناهج التفسيريّة في علوم القرآن نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 38
القرآن بالمأثور عن
النبي المودَع في مجاميع كثيرة يقف عليها المتتبع في أحاديث الشيعة. [١]
وبما ذكرنا علم أنّ الاقتصار في التفسير
بالمأثور على ما روي في كتب القوم لا يرفع الحاجة ، وليس للمفسِّر الواعي محيص من
الرجوع إلى ما روي عن علي وأولاده المعصومين عليهمالسلام
في مجال التفسير وهي كثيرة. ولعلّه إليهم يشير قوله سبحانه : ( ثُمَّ
أَورَثْنا الكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا )[٢]
فالمصطفون من عباده هم الوارثون علم الكتاب.
ولنذكر نموذجاً من تفسير النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لمّا نزل قوله سبحانه : ( كُلُوا
وَاشرَبُوا حَتّى يَتَبيَّنَ لَكُمُ الخَيطُ الأَبيَضُ مِنَ الخَيطِ الأَسودِ منَ
الفَجْر )[٣] قال عدي بن
حاتم : إنّي وضعت خيطين من شعر أبيض وأسود ، فكنت أنظر فيهما ، فلا يتبيّن لي ،
فضحك رسول اللّه حتى رؤيت نواجذه ، ثمّ قال : « ذلك بياض النهار ، وسواد الليل ». [٤]
٦. معرفة أسباب
النزول
إنّ لمعرفة أسباب النزول دوراً هاماً في
رفع الإبهام عن الآيات التي وردت في شأن خاص ؛ لأنّ القرآن الكريم نزل نجوماً عبر
ثلاثة وعشرين عاماً إجابة لسؤال ، أو تنديداً لحادثة ، أو تمجيداً لعمل جماعة ،
إلى غير ذلك من الأسباب التي دعت إلى نزول الآيات ؛ فالوقوف على تلك الأسباب لها
دور في فهم الآية بحدها ورفع الإبهام عنها ، فلنأت بأمثلة ثلاثة يكون لسبب النزول
فيها دور فعال بالنسبة إلى رفع إبهام الآية.
[١] كتفسير البرهان
للسيد البحراني ؛ نور الثقلين للحويزي ، وقبلهما تفسير علي بن إبراهيم وغيرها.