نام کتاب : المناهج التفسيريّة في علوم القرآن نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 28
وأمّا الغيّ فهو ـ كما في لسان العرب ـ
يستعمل في الخيبة والفساد والضلال [١]
، ومن الواضح انّ هذه المعاني أعمّ من المعصية الاصطلاحية ، ومن مخالفة نصح
الناصح.
٣. تفسير القرآن
بالقرآن
إنّ القرآن الكريم يصف نفسه بأنّه تبيان
لكلّ شيء و يقول : ( وَنَزّلنا عَلَيْكَ
الكِتاب تِبْياناً لِكُلِّ شَيْء )[٢]
فهل يصحّ أن يكون مبيّناً لكلّ شيء ولا يكون تبياناً لنفسه إذا كان فيه إجمال؟
هذا من جانب ، ومن جانب آخر انّ القرآن
تناول موضوعات مهمّة في سور متعددة لغايات مختلفة ، فربما يذكر الموضوع على وجه
الإجمال في موضع ويفسره في موضع آخر ، فما أجمله في مكان فقد فصّله في موضع آخر ،
وما اختصر في مكان فإنّه قد بسط في آخر ، و بذلك يمكن رفع إجمال الآية الأُولى
بالآية الثانية ، كيف وقد وصفه سبحانه بقوله : ( اللّهُ نَزَّلَ
أَحْسَنَ الْحَديثِ كِتاباً مُتشابهاً مَثَانِيَ )[٣]
فإنّ المراد من المتشابه هو تشابه معاني الآيات بعضها مع بعض وتسانخها وتكرر
مضامينها بقرينة قوله « مثاني » ، و بذلك يظهر انّ رفع إجمال الآية بنظيرتها شيء
دعا إليه القرآن الكريم لكن بعد الإمعان والدقة فيه. ولنضرب لذلك مثالاً :
يقول سبحانه في وصف تعذيب قوم لوط : (
وَأَمْطرنا عَلَيْهِمْ مَطَراً فَساءَ
مَطَرُ الْمُنْذَرِين )[٤] ربما يتصوّر القارئ انّهم عذبوا بالمطر
الغزير الذي يستعقب السيل الجارف فغُرِقوا فيه ، ولكن في آية أُخرى أتى سبحانه ما
يرفع إبهام الآية فقال :