نام کتاب : المناهج التفسيريّة في علوم القرآن نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 25
١. معرفة قواعد
اللغة العربية
إنّ القرآن الكريم نزل باللغة العربية ،
قال سبحانه : ( نَزَلَ
بِهِ الرُّوحُ الأَمينُ * عَلى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ المُنْذِرين * بِلسان عَربىّ
مُبِين )[١] ومعرفة
اللغة العربية فرع معرفة علم النحو والاشتقاق والصرف.
فبعلم النحو يميز الفاعل عن المفعول ،
والمفعول عن التمييز ، إلى غير ذلك من القواعد التي يتوقف عليها فهم معرفة اللغة.
وأمّا الاشتقاق فهو الذي يُبين لنا مادة
الكلمة وأصلها حتى نرجع في تبيين معناها إلى جذورها ، وهذا أمر مهم زلّت فيه أقدام
كثير من الباحثين ، وهذا هو المستشرق « فوجل » مؤلف « نجوم الفرقان في أطراف
القرآن » الذي جعله كالمعجم لألفاظ القرآن الكريم وطبع لأوّل مرة عام ١٨٤٢ م ، فقد
التبس عليه جذور الكلمات في موارد كثيرة ، ذكر فهرسها محمد فؤاد عبد الباقي مؤلف «
المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم » في أوّل معجمه.
حيث زعم انّ قوله : « وقرن » في قوله
سبحانه مخاطباً لنساء النبيّ : ( وَقرن في
بُيوتِكُنَّ )[٢]
مأخوذ من قَرَن مع أنّه مأخوذ من « قرَّ » فأين القَرْن من القرّ والاستقرار؟! كما
زعم انّ المرضى في قوله سبحانه : ( ليس على الضعفاء ولا
على المرضى )[٣] مأخوذ من
رضي مع أنّه مأخوذ من مرض فأين الرضا من المرض؟! و قس على ذلك غيره.
وأمّا علم الصرف فبه يعرف الماضي عن
المضارع وكلاهماعن الأمر والنهي إلى غير ذلك ، وما ذكرنا من الشرط ليس تفسيراً
لخصوص القرآن الكريم بل هو شرط لتفسير كلّ أثر عربي وصل إلينا.