نام کتاب : المناهج التفسيريّة في علوم القرآن نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 203
الرجم ، وآية الرضعات
، وأمثالهما ؛ وأمّا هذه الآية ونحوها فلم يتطرّق التحريف إليها باتّفاق المسلمين.
آية نفي الباطل
يصف سبحانه كتابه بأنّه المقتدر الذي لا
يُغْلَب ولا يأتيه الباطل من أي جانب ، قال : ( إِنَّ الّذِينَ
كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمّا جاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتابٌ عَزِيزٌ * لا يَأْتِيهِ
الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ لا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيم حَمِيد
). [١]
ودلالة الآية رهن بيان أُمور :
الأوّل
: المراد من الذكر هو القرآن ، ويشهد عليه قوله : ( وَإِنّهُ لَكتابٌ
عَزيز )
مضافاً إلى إطلاقه على القرآن في غير واحد من الآيات ، قال سبحانه : ( يا
أَيُّهَا الّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُون ). [٢]
وقال سبحانه : ( وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَومِكَ وَسَوفَ
تُسْئَلُونَ ).
[٣]
الثاني
: انّ خبر « انّ » محذوف مقدّر وهو : سوف نجزيهم وما شابهه.
الثالث
: الباطل يقابل الحق ، فالحق ثابت لا يُغْلب ؛ والباطل له جولة ، لكنّه سوف يُغلب
، مثلهما كمثل الماء والزبد ، فالماء يمكث في الأرض والزبد يذهب جفاء ، قال سبحانه
: ( كَذلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الحَقَّ وَالْباطِلَ
فَأَمّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفاءً وَأَمّا ما يَنْفَعُ النّاسَ فَيَمْكُثُ فِي
الأَرْضِ كَذلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثال ). [٤]
فالقرآن حقّ في مداليله ومفاهيمه ،
وأحكامه خالدة ، ومعارفه وأُصوله مطابقة للفطرة ، وأخباره الغيبية حق لا زيغ فيه ،
كما أنّه نزيه عن التناقض بين