نام کتاب : المناهج التفسيريّة في علوم القرآن نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 201
٢. شهادة القرآن على
عدم تحريفه : آية الحفظ
إنّ القرآن هو الكتاب النازل من عند
اللّه سبحانه ، وهو سبحانه تكفّل صيانة القرآن وحفظه عن أيِّ تلاعب ، قال سبحانه :
( وَقالُوا يا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ
عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ * لَوما تَأْتِينا بِالمَلائِكَةِ إِنْ
كُنْتَ مِنَ الصّادِقينَ * ما نُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ إِلاّ بِالحَقِّ وَما
كانُوا إِذاً مُنْظَرِينَ * إِنّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنّا لَهُ
لَحافِظُونَ ).
[١]
إنّ المراد من الذكر في كلا الموردين هو
القرآن الكريم بقرينة ( نُزِّلَ ) و ( نَزَّلْنا ) والضمير في ( لَهُ ) يرجع إلى القرآن ، وقد أورد المشركون
اعتراضات ثلاثة على النبي ، أشار إليها القرآن مع نقدها ، وهي :
١. أنّ محمّداً صلىاللهعليهوآلهوسلم يتلقّى القرآن من لدن شخص مجهول ،
ويشير إلى هذا الاعتراض قولهم : ( يا أَيُّهَا الّذي نزّلَ
عَلَيْهِ الذِكْر )
بصيغة المجهول.
٢. انّه صلىاللهعليهوآلهوسلم
مختل الحواس لا اعتبار بما يتلقّاه من القرآن وينقله ، فلا نُؤمن من تصرّف مخيّلته
وعقليّته في القرآن.
٣. لو صحّ قوله : بأنّه ينزل عليه الملك
ويأتي بالوحي ف : ( لَوما تَأْتِينا
بِالمَلائِكَةِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصّادِقين ).
فقد أجاب الوحي عن الاعتراضات الثلاثة ،
ونقدّم الجواب عن الثاني والثالث بوجه موجز ، ثمّ نعطف النظر إلى الاعتراض الأوّل
لأهميته.